تعد القارة الإفريقية من أكثر بقاع العالم تأثراً بالحروب والنزاعات المسلحة, وتفيد المعلومات أن تكلفة هذه النزاعات المسلحة,
بلغت خلال فترة خمسة عشر عاماً الماضية نحو 150 مليار جنيه استرليني أي ما يعادل المعونة الدولية المقدمة للقارة السوداء خلال نفس الفترة, وأشارت مؤسسات دولية من بريطانيا إلى أن وقوع أي حرب أهلية أو تمرد يتسبب بانكماش الاقتصاد في إفريقيا بنسبة 15% وخسارة للقارة بأكثر من تسعة مليارات جنيه استرليني سنوياً, وبرغم ذلك لم تحظ هذه الحروب والنزاعات بالاهتمام المطلوب , مثل ما حظيت به نزاعات حديث في مواقع أخرى من العالم. وتزداد محنة القارة الإفريقية مع احتضان تربتها لأكثر الألغام الموجودة في العالم جراء الحروب المختلفة, حيث تقدر هذه الألغام بحوالي 30 مليون لغم تتوزع في 18 دولة إفريقية من بين 110 ملايين لغم على مستوى العالم.
إن الأوضاع المأساوية في إفريقيا في ازدياد مع العلم أن القارة تعد من أغلى قارات العالم بثرواتها وأسواقها الواعدة علاوة على امتلاكها احتياطياً كبيراً من المعادن والخامات والسلع الاستراتيجية مثل الذهب والبترول واليورانيوم وغيرها, وبالرغم من كل ذلك, إلا أن شعوبها لا تنعم بها بسبب الديون التي تجاوزت 350 مليار دولار. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن ا لقارة تعاني من مشكلات التصحر والفقر, وتسبب مشكلة التصحر وحدها في تحقيق خسائر ضخمة باقتصادياتها بلغت 9 مليارات دولار وهذا ما كشفه تقرير صادر من الأمم المتحدة بأن القارة ستفقد 25%من أراضيها القابلة للزراعة بسبب مشكلات التربة بها منذ نهاية القرن العشرين, ما سبب الضرر لأكثر من 200 مليون إفريقي من زحف الصحراء عليها وكشف نفس التقرير أن 59% من سكان إفريقيا يعيشون تحت خط الفقر, بينما تصنف 21 دولة إفريقية ما بين 52 دولة هي إجمالي عدد دولها أنها تفتقر إلى الأمن الغذائي من بين 37 دولة في العالم تصنف تحت هذا البند. ومن بين 34 دولة في العالم تصنف بأنها الأقل نمواً يوجد من بينها 24 دولة إفريقية, وبالتالي تستأثر القارة الإفريقية بأكبر عدد إحصائيات من فقراء العالم وربما أشدهم فقراً.
وتأتي القارة الإفريقية في المرتبة الأولى بين قارات العالم من حيث عدد اللاجئين والمشردين , إذ بلغ تعدادهم وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة ما يقارب 7 ملايين لاجىء و15 مليون مشرد من إجمالي 21 مليون لاجىء على مستوى العالم.بينما تفيد المعلومات أن لاجئي القارة الإفريقية يستحوذون على 300 مليون دولار من إجمالي 900 مليون دولار هي حجم الميزانية المخصصة للاجئين على مستوى العالم, علاوة على أن هؤلاء اللاجئين ينتشرون في 16 دولة إفريقية.