الدوائر الأوروبية في أكثر من عاصمة انتقدت بشدة اقدام الادارة الأمريكية على استخدام معتقلات تحت اشرافها في بعض الدول الأوروبية تمتليء بالمعتقلين تحت شعارات مكافحة الارهاب.
وكشفت مصادر أوروبية عن أن المخابرات الأمريكية تقوم برحلات طيران سرية في العواصم الأوروبية تنقل خلالها معتقلين من دول مختلفة الى هذه المعتقلات للتحقيق معهم تحت التعذيب، وقالت هذه المصادر أن أعدادا من هؤلاء المعتقلين ماتوا تحت التعذيب واخفيت جثثهم، وأن عدد القتلى من المعتقلين بلغ سبعة عشر معتقلا خمسة منهم من السعودية، واثنان من المسلمين الذين يحملون الجنسية البريطانية، وثلاثة مغاربة، وفلسطيني، وثلاثة باكستانيين، واندونيسي، وأردني وكويتي.
وأكدت المصادر أن التعذيب في هذه المعتقلات ليس أقل من التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون الاسلاميون في سجن غوانتنامو، ويبلغ عدد المعتقلات الأمريكية في أوروبا ستة معتقلات، في كوسوفو وبلغاريا والمانيا ورومانيا ومعتقل في دولة اسكندنافية وسادس في ايطاليا ومعتقل سابع في كندا.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر عربية ل (المنار) أن المخابرات الأمريكية تشرف على خمسة معتقلات في دول عربية، تمتليء بالمعتقلين الاسلاميين، وتقوم أجهزة الأمن في هذه الدول بتوفير كل الوسائل للأمريكيين الذين يتولون عمليات الاعتقال والتعذيب، وتشترك تلك الأجهزة، في مطاردة واعتقال المطلوبين، وبعضهم من مواطني هذه الدول، وقالت المصادر أن هذه المعتقلات موجودة في اليمن وليبيا، وفي دولتين خليجيتين وثلاث دول عربية أخرى، وتتعاون المخابرات الأمريكية مع أجهزة أمن عربية في ملاحقة ومطاردة ساخنة متواصلة للمطلوبين الذين يسلمون لعناصر الأمن الأمريكية ومن ثم يتم نقلهم الى هذه المعتقلات واخضاعهم للتحقيق والتعذيب، وعائلات الكثيرين منهم، لا يعرفون شيئا عن مصير أبنائهم.
وأضافت المصادر أن غالبية المعابر بأنواعها في غالبية الدول العربية، تقيم فيها عناصر من المخابرات الأمريكية، يدققون في هويات ما أسمتهم المصادر بالمشبوهين، وفي حال اعتقال عدد منهم تنقلهم عناصر الأمن العربية باشراف أمريكي الى المعتقلات التي تديرها المخابرات الأمريكية.
دوائر ومنظمات أوروبية وجهت انتقادات شديدة للادارة الأمريكية وحكومات بلادها للسماح للمخابرات الأمريكية بافتتاح واستخدام معتقلات على أراضي بلدانهم لتعذيب المعتقلين الاسلاميين، وطالبت باغلاق هذه المعتقلات والكشف عن أسماء المعتقلين فيها.
أما الدول العربية التي تحولت الى أدوات أمنية في يد المخابرات الأمريكية، ووفرت المعتقلات لها، فهي لم تحرك ساكنا، ولم ينطلق انتقاد واحد من داخل هذه الدول يطالب باغلاق هذه المعتقلات ووقف استباحة أمريكا لهذه البلدان.