ياسر الشروقاوى عضو جديد
عدد الرسائل : 11 العمر : 36 مزاجى : المهنة : التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
| موضوع: ماذا ستكتب يا تاريخ عنا؟ الإثنين فبراير 02, 2009 9:19 am | |
| كنتُ أشاهد بعض الكلمات والبرامج المُسَجَّلة عنْ أحداث غزة، حين قادني ذلك إلى بعض البرامج فى إعلامنا العربي الرسمي، وهالَني ما أسمع.
لَمْ أكنْ أتصوَّرُ أن تتوحَّد الرغبات والكلمات بهذه الطريقة المخزية، فالكذب والافتراء الذي آذى مسامعي من قادة العدو المجرمين، سفاكي الدماء، لم يختلف مضمونه كثيرًا عما سمعتُ مِن هؤلاء.
لم أحزنْ عليهم بقدْر ما حزنْتُ على شعب يَتَلَقَّى الكثير من ثقافته السياسية، ويَتَبَنَّى مواقفه من إعلامه الرسمي المضلل، حزنتُ وتألَّمْتُ كثيرًا لبعض فئات مِن بلدي ما تزال ترى العدو صديقًا، والصديق عدوًّا، وقد كان هناك مَثَل يُرَدِّده أجدادُنا عن أن المروءة تقتضي أن يتوحَّد الأشقاء والأقارب - رغم ما هم عليه مِن خلافات - أمام العدو أو الغريب؛ لكن الحادث الآن لا يراعي شريعة، ولا ميثاقًا، ولا مروءةً، ولا حتى ثقافة شعبٍ.
أتساءَل - وكُلِّي حزن ومرارة - عن بلادي: ماذا سيكتب التاريخ عنها غدًا؟ وكيف ستكون صورتها أمام الأجيال القادمة؟ أَوَسَيَظَل يكتب التاريخَ مُضَلِّلون أفَّاكُون، أم سيسجل التاريخ عنا ما سجله عن فعلة الصالح إسماعيل مع الصليبين، والوزير ابن العلقمى مع التتار، وأمثالهم ممن نقرأ سِيَرهم بكثيرٍ منَ الأسى؟ لأنهم مسلمون، بين أيديهم شرع ودين وقرآن، وما كان لهم أن يسلكوا مسلك الخيانة والبغي.
لم يبقَ لنا مِن أمل بعد الله إلا أصوات الأحرار، ممن أوتوا أقلام حقٍّ وصدق، ومِن مثقفي الأمة الذين يملكون الوعي الكافي، والفَهم الصحيح لما يجري، بأن ينطلقوا لتوعية شُعُوبهم، وإبراز الحقائق أمامهم؛ كي تَنْهَدَّ قلاع الباطل، وتخمد أصوات الكذب والإيذاء.
لقد صار واجبًا على كلِّ مَنِ امتلك الحقيقة ووعاها جيدًا: أن يقومَ بها، ويكون أمينًا عليها، علينا ألا نستسلمَ لطوفان النِّفاق، والكذب، والمصالح الوقتية، وإلا فسيكتبنا التاريخ جنبًا إلى جنب معهم، ما دام لم يظهر لنا صوت يرتفع بالحقِّ، ويحيا من أجْله.
لن نفقد اليقين بموعود الله، بنصْر الحق، ودحر الباطل المُخزي؛ ولكن لكي نستحق أن نكونَ جنودًا لهذا الحق، يجب أن ترتفعَ أصواتُنا به مُضَحِّية في سبيله بالغالي النفيس؛ حتى ترتفعَ رايته، ويأذن الله له بنصر مبين، أو تذهب أنفسنا فداءً له.
| |
|