لم تعرف فلسطين كدولة منذ خمسة آلاف عام حتى عهد الاحتلال البريطاني عام 1920 سوى ثلاث لغات: الكنعانية أولا، والآرامية ثانيا -وهي لغة المسيح عليه السلام - والعربية ثالثًا.
عهد النبي داود - عليه السلام - القرن العاشر ق.م
تولى داوود عليه السلام الحكم بعد طالوت (شاؤل)، ووحّد أسبـاط إسرائيل، واستولى على (القدس)، وجعلها عاصمته. وانتصر على الفلسطينيين، وانتهز فرصة اختلاف مصر والعراق وتقسيم سورية، فـوسّع ملكه وقـهر الآراميين في دمشق، ولكن الساحل الفلسطيني من يافا إلى رفح ظل بأيدي المصريين
صدر الإسلام: القرن السابع الميلادي
كانت غزوة مؤتة بداية الصراع بين المسلمين والبيزنطيين، وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا بقيادة أسامة بن زيد، وأنفذه أبـو بكر الصديق رضي الله عنه، فوصل إلى حدود الأردن، ثم عاد لنجدة الخليفة أبو بكر في حروب الردة. وأرسل الصديق (633م) عدة جيوش استطاعت أن تهزم الـروم في وادي عربة، وأن تتوغل حتى غـزة، وجنوب فلسطين، وحققت انتصارات عـظيمة في أجـنادين، وفـتحت فحل وبيسان وغزة ونابلس ويافا. وتوحدت الجـيوش وانتصرت في اليرموك، ودخل المسلمون القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالصلح مع أهلها
العهد المملوكي: القرن الرابع عشر الميلادي
وصلت جموع الصليبيين فلسطين فاحتلت الرملة، ثم يافا ودمرتها، واستولت على القدس في 1099 م وذبحت سكانها حتى زاد عدد القتلى على 70 ألفًا، وأقام الصليبيون مملكة لاتينية، ومدّوا نفوذهم إلى عسقلان، واستقروا في طبرية، واحتلوا عكا
ولكن المسلمين قاوموهم، واستطاع عماد الدين زنكي استعادة بعض المدن والإمارات، ونجح صلاح الدين في استرداد بيت المقدس، وهزم الصليبيون في حطين (1187). وظلت بقايا الصليبيين في بعض المدن حتى استطاع السلطان المملوكي قلاوون أن يُطهر البلاد منهم في 1291م
كما دافع المماليك عن فلسطين ضد المغول، وانتصر قطز والظاهر بيبرس عليهم انتصارًا فاصلاً في عين جالوت القريبة من الناصرة في 1259.
العهد العثماني: القرن السابع عشر الميلادي
ظلّت فلسطين تابعة للدولة العثمانية طيلة أربعة قرون، ولم تتغير الصورة الإدارية والعسكرية لفلسطين عما كانت عليه أيام المماليك. وقد استطاع ظاهر العمر شيخ صفد أن يضم إليه طبرية ونابلس والناصرة وعـكا سنة 1750 إلى أن ضم أحمد الجزار سورية كلها، واستطاع أن يرد حملة نابليون بونابرت عن عكا سنة 1799. ثم حكم إبراهيم باشا (ابن محمد علي) فلسطين عشر سنوات إلى أن استعادتها الدولة العثمانية. وفي السنوات الأخيرة من العهد العثماني كانت فلسطين من الناحية الإدارية تقع في قسمين إداريين: الأول يضم القدس المستقلة المرتبطة بوزارة الداخلية في اسطنبول، وكانت أقضية بئر السبع والخليل وغزة ويافا تابعة لها بالإضافة إلى بيت لحم، والثاني: شمال فلسطين الذي كان يتبع لواءين : لواء نابلس ومن أعماله طولكرم وجنين وطوباس وبيسان، ولواء عكا، ومن أعماله صفد وطبرية والناصرة وحيفا. أما من الناحية العسكرية، فكانت فلسطين جزءًا من القيادة العسكرية العامة لسورية
قبيل الاحتلال البريطاني
لم يكن عدد اليهود في فلسطين يتجاوز 56 ألفا مقابل 644 ألف فلسطيني، أي بنسبة 8% إلى 92% ولم تتعد نسبة الأراضي التي يملكها اليهود 2% من أرض فلسطين
بدأت أول موجة هجرة يهودية إلى فلسطين عام1882، وبلغ عدد المهاجرين اليهود حتى عام 1903 حوالي 20 ألفا
بعد احتلال بريطانيا لفلسطين في تشرين الأول/أكتوبر 1917 أعطى بلفور في 2/11/1917 وعده لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين
فلسطين في ظل الإنتداب
في مؤتمر سان ريمو رهنت فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي عمل على تنفيذ وعد بلفور و جاءت الى فلسطين لجنه صهيونيه برئاسه حاييم واريزمن لتكون هيئه استشاريه لحكومه الانتداب فيما يتعلق بشؤن اليهود و عينت أنكلترا اليهودي الانكليزي هربرت صموئيل مندوبا ساميا لها في فلسطين و كان من المتحمسين للحركه الصهيونيه و قد عمل على تشجيع الهجره اليهوديه الى فلسطين و أكثر من تعيينهم في الوظائف الاداريه و الامنيه و أقطعهم أراض واسعه في سهل مرج أبن عامر و منح اليهود تسهيلات في جميع المجالات و عمد اليهود الى أمرين خطيرين هما زياده أعداد الهجره و زياده تملكهم للاراضي العربيه
لم يهدأ العرب في فلسطين في مقاومتهم لسلب أراضيهم و شعلوا ثورات عديده و منها
ثوره يافا عام 1920 م
بدأت في القدس و امتدت بعد عام الى يافا و أعلنت سلطات الانتداب الاحكام العرفيه و طلب العرب من وزير المستعمرات البريطاني تشرشل ألغاء وعد بلفور و وقف الهجره اليهوديه و أقامه حكم وطني
فأعلن تشرتشل ما سمي بالكتاب الابيض الاول تمسك حكومته بوعد بلفور و أن هذا لا يعني تحويل فلسطين برمتها الى دوله يهوديه
ثوره عام 1929 م و من اهم اسبابها هو أعتداء اليهود على جدار البراق الشريف و محاولتهم تملكه و تثبيت مقاعدهم الى جانبه فبدأت الاشتباكات و امتدت الى مدينه الخليل و اشتد الانكليز في قمع الثوره و ارسلت لجان تحقيق في الاحداث منها لجنه شو و لجنه جونهو
و اصدرت الحكومه البريطانيه ما يعرف باسم الكتاب الابيض الثاني عام 1930 م و أهم ما نص عليه
1 \ ضروره وضع قيود على بيع الاراضي
2 \ مراعاه قدره البلاد على استيعاب المهاجرين
3 \ عدم السماح لليهود بأخراج المزارعين العرب من الاراضي التي يشترونها
ضج اليهود في أنحاء العالم مستنكرين ما ورد في هذا الكتاب فأصدرت أنكلترا بيانا عام 1931 م فيه تفسير لمصلحه اليهود فدعا العرب هذا البيان بأسم الكتاب الاسود
ثوره عام 1936 م
و من أهم اسبابها هو أكتشاف العرب اسلحه مهربه للهود من أوروبه ضمن شحنات مواد بناء
و قد بدأت الثوره على يد أمام جامع حيفا الكبير عز الدين القسام أبن مدينه جبله السوريه
و لكن توقفت الثوره على أثر نداء للملوك العرب و يقترحون فيه أجراء مفاوضات
و أرسلت أنكلترا لجنه تحقيق سميت بلجنه بيل و جاء في تقريرها الاقتراحات التاليه
1 \ أن يحتفظ كل عربي عند بيع أرضه بمساحه تكفي أعاله أسرته
2 \ تحديد هجره اليهود ب 12 ألفا سنويا و لمده خمس سنوات
3 \ تقسيم فلسطين الى
منطقه يهوديه و تشمل الاراضي الخصبه في الشمال و الساحل حتى يافا
منطقه عربيه تضم الجبال الداخليه و الساحل جنوب يافا تضم الى شرق الاردن
منطقه أنتداب أنكليزي تضم القدس و بيت لحم و اللد و الرمله
و طبعا و كالعاده رفض العرب هذا المشروع
و أما الصهاينه فأيدوا المشروع و أنتقدوا ضآله حصتهم فيه
و أما بريطانيه فعمدت الى الدعوه لعقد مؤتمر عربي يهودي حول مائده مستديره في لندن رفض العرب
و اصدرت بريطانيه الكتاب الابيض الثالث عام 1939 و ينص على ما يلي
1 \ تحديد هجره اليهود ب 75 الف يدخلون خلال خمس سنوات
2 \ تأليف حكومه وطنيه في فلسطين تعقد مع بريطانيه معاهده تحالف
3 \ يتم ذلك خلال مده أنتقاليه متها 10 سنوات يتم بعدها أستقلال فلسطين
رفض العرب و اليهود هذا الكتاب ثم أعلنت انكلترا تمسكها به و لكن الحرب العالميه الثانيه جعلته حبرا على ورق
من الاحتلال حتى عشية الحرب
وللحديث باقية