من المريح جدّاً إخفاء الحقيقة وذلك إمّا لجعل الواقع يبدو بصورة أحلى أو لمجرد اقترافنا خطأ ما. يساعدنا الكذب على إدارة أخطائنا. لكن هل يساعد على إخفاء الحقيقة بأيّ شكل من الأشكال؟ لا أظنّ ذلك على الإطلاق.
تختلف حسنات قول الحقيقة من شخص إلى آخر وذلك بحسب منظور كلّ إنسان. فصدق مارك تواين حين قال: "إذا كنت تقول الحقيقة فلا يتوجّب عليك أن تتذكّر أيّ شيء". ومن هنا، أظنّ أنّ هذه أفضل ميزة في قول الحقيقة. كما لقول الحقيقة حسنات عديدة ألا وهي:
أن يكون الإنسان صريحاً وصادقاً لا يتطلّب خلقاً أو إبداعاً على الإطلاق لأنّه ليس مضطرًّا أن يخترع أيّ شيء أو أيّ كذبة.
يشعر الإنسان بالكاد بالذنب عند قوله الحقيقة.
إن قال المرء الحقيقة امتنع عن التفكير في ما سيقوله في حال كشف الكذب.
بقولك الحقيقة يسهل عليك النوم بالليل والتمتّع بما يعرف براحة البال.
- يتسبّب الكذب في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي بمصاريف لدى الأطبّاء...
- قولك الحقيقة يغنيك عن حفظ الكثير من المعلومات لكي تتذكّر ما قلته ولمن.
- تفوّهك بالحقيقة في غالب الأحيان يدفع الناس إلى تصديق ما تقوله.
إنّ هذه الميزة الأخيرة هي الأهمّ، وينبغي أن تمنعك عن الكذب. بالفعل، يساعدك قول الحقيقة على بناء شخصيّة جديرة بالثقة وهذه ميزة قيّمة جدّاً، إذ هذا ما سيقرّب الناس منك في كلّ ميادين حياتك. وإذا اتّخذت قرار قول الحقيقة مهما كلّف الأمر، فستكون النتيجة إيجابيّة حتماً، إذ ستنال احترام الناس.
وليس هنالك ما يعرف بالكذبة البيضاء التي يعتبرها البعض كذبة لحماية السامع. أما بالنسبة إليّ، فثمّة تعريف واحد للكذب.
إنّه لمن الحكمة قول الحقيقة حتى لو ظهرت لدقيقة كالأبله. تذكّر أنّك ستكون بطلاً بعد ذلك ولفترة أطول... واعلم أنّه ليس لأنك تقول الحقيقة أنّ الجميع من حولك يفعلون الشيء عينه. فإنّك وبكونك إنساناً صادقاً، يصعب عليك تقبّل فكرة كذب الآخرين. إلاّ أنّ الحقيقة هي أنّ الذين لا يكذبون هم قليلون فعلاً! وبما أنّك إنسان صادق، سيتطلّب التعرّف إلى الحيل وعلامات الكذب منك جهداً... وكما ترى، سيكون ذلك صعبًا، لكن لا بد لك من أن تصبح خبيراً في كشف الكاذبين.............اختكم نورررررررررررر