لماذا نحن بحاجة للبوح بمشاعرنا الحقيقة
1/ لأننا نختلف عن الآخرين ولدينا قناعتنا وتوجهاتنا الشخصية.
2/ لأننا نحتاج لبعض الخصوصية.
3/ لأننا لا نريد التنازل عن رغباتنا.
4/ لأننا لا نريد أن نقع في فخ الشعور بالألم.
5/ لأننا لا نريد أن تكبت انفعالاتنا العاطفية.
6/ لأننا لا نريد أن نصل لدرجة الجنون لإرضاء كل من حولنا.
7/ لأننا نريد أن تسير حياتنا بالمسار الصحيح.
8/ لأننا نريد أن نعيش ونشعر بالاستقلال والارتياح النفسي.
9/ لأننا نريد أن نضع حدود بيننا وبين الآخرين ولا نرهق أنفسنا بتلبية رغباتهم.
10/ لأننا لا نريد أن نكون ضعيفي الشخصية مسلوبي الإرادة يتلاعب بنا الآخرون كالدمية.
لماذا يجب أن نتعلم كيف نقول " لا " بفعالية ؟؟؟
1/ لأننا لا نرغب بضياع حقوقنا المادية والمعنوية, (وقد نوهم أنفسنا أننا نعفو عن الناس برغبة منا بينما نحن عاجزين عن أخذ حقوقنا).
2/ لأننا لا نريد أن نكون ضعيفي القدرة على إدارة حياتنا الزوجية وتربية أولادنا.
3/ لأننا لا نريد أن نفشل في أي عمل إداري يتطلب الحزم مع المرؤوسين.
4/ لأننا لا نريد أن تضعف قدرتنا على إبداء مشاعرنا السلبية والبوح بها, مثل: الغضب والانزعاج والملل وغيرها, والتي قد تتراكم علينا وتسبب لنا الكآبة والإحباط.
5/ لأننا عندما لا نضع لأنفسنا حدودًا مع الآخرين حتى مع أقرب الأقربين إلينا, فإننا بذلك سنجعل أنفسنا عرضة للاستغلال وإساءة التعامل من قِبَل الآخرين, واستغلال الآخرين لنا يعني أننا نحيا لكي يطأ الآخرون على رؤوسنا بأقدامهم المتسخة, ولا يعد ذلك بالطبع موضعاً لاحترام الذات والثقة بها, ولكنه بالتأكيد موضوع الخنوع والذلة, ولذلك يجب أن نضع حدودًا لذواتنا, وأن تلتزم بها بشكل صارم, وهذا لن يتحقق إلا إذا كنا سنتعلم قول " لا " بشكل فعال.
6/ لأن الشخص الضعيف الذي يستغله الجميع ليس نمط جيد ولا يمثل نموذج مثالي, وغالباً صاحب الشخصية الضعيفة لا يعمل الخير لأنه يحب عمل الخير ويحتسب الأجر عن الله, بل لأنه لا يستطيع قول " لا ", وغالباً ما يشعر بالامتعاض والاستياء بعد القيام بعمل يساعد فيه الآخرين.
7/ لأننا نواجه في حياتنا اليومية مواقف تتطلب منا البوح بمشاعرنا وإصدار قرارات سلبية والتلفظ بها, ما الذي يحدث عندما نكبت هذه المشاعر ونتظاهر بعدم وجودها, في الحقيقة عادة ما تظهر المشاعر السيئة بشكل أو بآخر, وذلك لأن المشاعر لا تختفي, حيث إنها تكون دفينة مكبوتة لأننا نكبتها أملاً في أن تختفي ولكنها تظهر بشكل أو بآخر وقد تظهر بشكل عنيف, كما يقال: " أتق شر الحليم إذا غضب ", وقد نكبت مشاعرنا ثم ننفجر لسبب تافه, كما يقال: " القشة التي قصمت ظهر البعير".
الأسباب الاجتماعية التي تحول دون قول كلمة " لا "
إننا عندما نحاول إسعاد وإرضاء الآخرين فإننا نُصَاب بمزيد من الضغط والتوتر نتيجة لذلك, وهذا الضغط والتوتر يكون مسبباً للضرر والإجحاف خاصة على المدى البعيد, لذلك فإننا مضطرون لقول لا للأفكار المثالية والمرهقة.
أحياناً نجهد أنفسانا بالقيام بأعمال بينما نحن لا نرغب القيام بها وذلك لأننا لم نتمكن من قول " لا " لشخص أو قرار ما !!! , لأننا نجد أننا نشعر بنوع من الشعور بالذنب أو الغضب وربما الاشمئزاز من الذات.
الخطوات العملية لقول " لا " بفعالية
1/ قرر أنك بحاجة إلى القدرة على قول " لا " بشكل أكثر من المعتاد وخاصة عندما تقول " نعم " وأنت في قرارة نفسك تميل لقول " لا ".
2/ توقع أن تنتابك مشاعر جديدة أو غير مريحة كنتيجة لذلك, ويجب عليك أن ترحب بهذه المشاعر وتتقبلها, بعض الأشياء قد تشعرك بالإحراج وعدم الألفة في البداية, ومع الممارسة تكون أكثر من عادية.
3/ أستبدل قول " نعم", بقول: ( سأفكر بالأمر, لا أعلم, الموضوع صعب جدًا ).
4/ جرب وحاول فمجرد محاولة واحدة ستحدث اختلاف وإن لم يكن بشكل مرضي.
5/ أحياناً في التعامل مع من لهم فضل عليك, قد يكون الرد عليهم برد صريح بصنع فجوه في العلاقة بينكم, في هذه الحالة قد تلجأ للملاطفة النفسية حيث تلاطف الشخص الذي تتحدث إليه قبل وبعد ردك السلبي بغرض تخفيف حدة ردة الفعل, ولكن مع الالتزام بقول " لا " بحزم.
إن كان يصعب عليك قول " لا " وجهاً لوجه, فبإمكانك قولها عن طريق الهاتف, أو عن طريق رسالة نصية أو البريد الإلكتروني.
عندما نقول " لا " باستخدام مثل هذه الوسائل فإننا نحاول حماية أنفسنا من ردة الفعل الانفعالية المباشرة, حيث أننا لا نرغب في رؤية الألم أو الضيق أو الغيظ على الآخرين تجاه ردة فعلنا, وربما لا نستطيع تحمل المواجهة العاطفية التي قد تجعلنا نشعر بالذنب أو الألم النفسي.
ما الذي نحتاجه حتى يمكننا قول" لا "
1/ الثقة بالنافس وتقدير الذات, وهذا يتطلب تأسيس هذه الثقة وبناءها.
2/ الإيمان بالقضية.
3/ الشجاعة.
4/ المعرفة.
5/ التخطيط, تحديد ما تريده وكيفية الحصول عليه.
6/الإصرار والتصميم, إذا لم تنجح في البداية كرر المحاولة ولا تيأس.
7/ الذكاء النفسي, يجب أن تكون لديك الفطنة والحنكة لمعرفة في كيفية التعامل مع مشاعرك ومشاعر الآخرين.
8/ الحدود النفسية, من الأفضل أن تجعل لحياتك الخاصة خصوصيتها وأن تجعل بينك وبين الآخرين حدود.
9/ قم بالتفاوض, لا يجب عليك قبول أول عرض يطرح عليك؛ ولكن يجب أن تكون دائماً مستعدًا للتفاوض, كن على استعداد لقول " لا " بهدوء واحترام وحزم وقد يكون مصحوباً بابتسامة دبلوماسية, ولا تقل " نعم " إلا عندما تنتهي من التفاوض بشأن ما تريد.
10/ تعلم المواجهة, سيتوجب عليك أحياناً قول لا لشخص يسيء معاملتك.
التغيير يبدأ من الداخل
يجب أن لا نضخم نتائج مواجهتنا للآخرين ونُعطيها أكبر من حجمها
يمكننا أن نتخلص من أي سلوك سلبي إن أردنا ذلك.
يجب أن نتعلم طرق جديدة للتصرف بحزم وإيجابية, ومع تغيير الفهم والإدراك فإنه بإمكاننا الاستمتاع بحياتنا الخاصة وبإمكاننا أن نتعلم قول " نعم " لأنفسنا و" لا " للمثاليات المرهقة والنماذج السخيفة, ويجب أن تعلم أنه لا يمكنك الفوز بالحب بتكريس نفسك لخدمة الآخرين.
إذا أردت أن تغير طريقة تصرفك, سيكون لزاماً عليك في البداية أن تعترف بما تفعل وتتقبله كأمر واقع, إن الحياة بكامل ضغوطها لن تتغير والشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو أنت.
يمكنك أن تتغير من حيث اتجاهك الفكري وسلوكياتك.
يمكنك الآن قول " لا " ويمكنك أن تثبت على مواقفك وآرائك, وأن تشعر بالراحة والرضا التام عنها.
إنك وحدك من يستطيع إدارة حياتك.
إنك وحدك المسئول عن مواقفك وقراراتك.
إن قول لا بشكل فعال يجلب لك احترام الذات, وبالتالي الاحترام والقبول من قبل الآخرين.
إذا تعلمت كيف تقول " لا " بفعالية سيأتيك شعور بالتحرر التام من سيطرة الآخرين واستغلالهم لك, فطالما كنت واقع تحت وطأة داء استرضاء الآخرين.
إذا وجهتك صعوبة في قول " لا " فمن المحتمل أن تواجه صعوبة في إظهار شخصيتك الحقيقة, ومن السهل أن يلازمك الخوف والقلق, وتصبح عرضة للتشتت والإحباط.
إن عدم قدرتك على قول كلمة " لا " يعد عادة, يمكن القضاء عليها, ولكن ليس بسهولة, أو بين عشية وضحاها, وإنما مع الوقت والجهد, والإصرار يمكنك أن تفعل ذلك.
كم أتمنى أن تقوم ببناء ثقتك وتقديرك لذاتك على نحو منظم, إن الصديق الحقيقي سيفكر في راحتك قبل راحته, وسيتورع عن تكليفك ما لا تطيق, ويجب أن تؤمن بأن الآخرين هم المسئولون عن حياتهم الخاصة, وعليك أن ترد لهم هذه المسئولية, وتجنب هؤلاء الذين يستغلونك حتى ولو مرة واحدة, وأعلم أن إقامة الصدقات والعلاقات قائمة على الرعاية والحب والاهتمام المتبادل من الطرفين وليس من طرف واحد فقط.
ساعد نفسك وتخلص من آفة محاولة إسعاد الآخرين.
سأضع النقاط على الحروف
إننا إن كنا دمية يتلاعب بها الآخرون ستكون مواقفنا أكثر تخاذل وتبعية وانهزامية.
إن الاعتقاد بأنك إنسان لطيف 100% اعتقاد وهمي وحيلة نفسية لمحاولة تدعيم وتعزيز تقدير الذات والثقة بالنفس, إن هذا الاعتقاد يعد دفاعاً ضد انتقاد الآخرين لك, ( فتقول في نفسك كيف ينتقدوني وأنا لطيف, وأنا قد فعلت كذا من اجلهم وضحيت بوقتي وجهدي في سبيل راحتهم )
إن كنت تعتقد أنك مميز لأقصى حد, وانتقدك أي شخص فإنك تشعر بأنك قد تعرضت لهجوم أو أصبت بجرح عميق, وربما عندما يأتيك أي انتقاد مهما كان بسيط, قد يسبب لك موجة عارمة من مشاعر الغضب وقلة الثقة بالنفس.
فإذا كنت تتصرف بشكل لطيف مع كل من حولك دون الوضع بعين الاعتبار كيف يتصرفون تجاهك, وطريقة معاملتهم لك, فإنك قد تصبح شخص غير ذي قيمة أي أخرق.
إنك لست إنسان خدوم, بل سلبي؛ لأنك تقدم الخدمة على مضض ولذلك فإنك تكبت مشاعرك الحقيقية وبعد فترة تثور ثائرتك لأتفه الأسباب, ثم بعد ذلك تقوم بالاعتذار بكل سماجة.
إن الذين ينكرون مشاعرهم ينتهي بهم الحال إلى التشوه والزيف الكامل ونجد أن من يسترضي الآخرين ويتخطى رغباته واحتياجاته وبدلاً من ذلك يُسرف في إعطاء الآخرين ما يحبه بينما يحرم نفسه منه.
من المعروف أننا نفرغ مشاعرنا الدفينة أو السلبية على أشخاص أو أشياء أخرى أمنه بالنسبة لنا مثل الأولاد أو غيرهم, أن المشاعر السلبية المكبوتة تسلبنا قوتنا وتركيزنا وتسبب لنا القلق الدائم, يجب عينا أن نتعرف عليها ونتقبلها ونخرجها بدون أي تردد أو إحراج, حتى لا نجعل استجابتنا للحياة سلبية وغير مرنة, فلا يجب علينا أن نتقيد بماضينا, كما لا يجب علينا تكرر أحداثه, قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " صحيح مسلم
هناك فرق بين أن تكون إنسان متعاون تحب تقديم المساعدة؛ لأنك تحب ذلك ولأنك تحتسب الأجر عند الله, وبين كونك إنسان ضعيف الشخصية يستغله الآخرون.
بإمكانك تقديم المساعدة في إطار حدودك وحدود ما يمكنك أن تقدمه بالفعل من وقت وجهد واستطاعة, وأهم من ذلك رغبة نابعة من صميم القلب بالتقديم المساعدة.
بإمكانك قول لا مع الاحتفاظ بأصدقائك وحب الآخرين لك.
أطلب ما تريد لا تتوقع أن الآخرين سيقرءون كل ما يدور بعقلك.
أنت من يمتلك الحق في اتخاذ قراراتك أو كيفية قضاء وقتك واستغلال طاقتك ومواردك.
يجب أن تتعلم كيف تصرح بمشاعرك.
لن يفيد أن تطيل الوقت مع الآخرين وتشرح لهم سبب قولك " لا " لأنك لست مضطر لذلك, ولأنك لا تريد أن تكون ألعوبة في أيدي الآخرين.
إن عدم قدرتك على إرساء الحدود والقيود النفسية الواضحة يعني أنه سيؤول بك الأمر إلى مزيد من الاستياء والامتعاض إن بإمكانك محاولة التخلص من نمط سلوك تبغضه بدلاً من التخلص من شخص ما.
إنك بحاجة لأن تمييز بين الأنماط السلوكية والأشخاص.
تأملها مشاعرك وكن صادق معها وأخرجها بكل حزم وثقة بالنفس, أجعلها تطفو على السطح, ففي الحياة الواقعية يجب أن تكون أكثر واقعية, يجب أن تتوقف عن التفكير أو القلق بشأن ما يعتقده الآخرين عنك,لأنهم لا يستطيعون مضايقتك إلا إن سمحت لهم بذلك, إن اهتمامك بالكثيرين يجعلك مشتت