الإيمان هو أعتقاد وأحساس في القلب. لا يثبت صحة الإيمان وقوته سوى العمل به وعلى قدر هذا الأعتقاد والأحساس. الإيمان يصدقه العمل ويثبته وبدون عمل بما يؤمن الأنسان به فالأيمان عقيم وضعيف.
وأعلى درجات الإيمان هو "الإحسان" الذي عرفه لنا خير الخلق الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه جبريل عليه السلام أمام الصحابه وهو متمثلا في صورة أنسان فقال عليه الصلاة والسلام:" الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن يعبد الأنسان ربه كأنه يراه هو اليقين. اليقين هو الإيمان الراسخ بما يؤمن به الأنسان من غيبيات هي معلومه يقينيا كأن الأنسان يراها رأي العين. كما قال سبحانه وتعالى في سورة التكاثر: "سترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين".
فهذا اليقين هو دليل الإيمان وزروته ودليل قوته.
كيف يثبت الأنسان إيمانه ويقويه؟
أفضل ما يثبت به الأنسان إيمانه هو العمل به. أي أن العمل بالإيمان يقويه كما أخبرنا الله عز وجل. والعمل بالإيمان له شقين:
أولا: العمل في عبادة الله عز وجل. والعباده هي وسيله للأتصال بالله عز وجل والتواصل معه. فالقيام بها والمواظبه عليها وأستمرارها يقرب العبد من ربه وبها يقترب الله عز وجل من عباده. قال الله سبحانه وتعالى: " وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ".
واليقين هو الموت أيضا. فعلى عباد الله أن يعبدوا الله عز وجل حتى يأتيه الموت (اليقين) وهو الحدث الذي يأتي يقينا لكل أنسان. كما أن العباده والمداومه عليها تقوي الصله بين العبد وربه وتؤدي الى اليقين الإيماني.
ثانيا: هناك أيضا الأعمال الدنيويه التي يقوم بها الأنسان بدافع الإيمان بالله عز وجل وبهدف أهدائه سبحانه وتعالى. من هذه الأعمال الإنفاق في سبيل الله والصبر على أذى الناس والأخلاص في أعمال الدنيا وغيرها. هذه الأعمال تتطلب من الأنسان أن يبذل من نفسه نفسه ومما يملك في سبيل الله عز وجل ولا ينتظر عنه جزاء إلا من الله عز وجل في الدنيا والأخره.
هذا البذل يقوي إيمان العبد بربه ويقوي إيمانه حتى يصبح يقينا. قال رب العزه في كتابه العزيز: " الذين ينفقون أمولهم إبتغاء مرضاه الله وتثبيتا من أنفسهم ". أي تثبيتا لأنفسهم على الإيمان واليقين.
إذا فعباده الله عز وجل والأعمال الإيمانيه تقوي صلة العبد وإيمانه بربه حتى يصل لليقين. واليقين يؤدى الى الأخلاص في العباده. ثم يقوي العمل والمداومه عليه من إيمان العبد وأخلاصه ويقينه.
نسأل الله أن يجعل إيماننا يقينا وعملنا مخلصا لوجهه سبحانه وتعالى.
الإثنين يناير 19, 2009 1:02 am