إن من يقتل أخاه لا يكره أخاه،و إنما يكره نفسه...فاليد لا ترفع لتقتل
إلا إذا كانت النفس من الداخل يعترضها التوتر
القاتل لا يعلن الحرب على الآخرين إلا إذا كانت الحرب قد أعلنت داخل نفسه و اشتد لهيبها-
و المجرم هو دائما إنسان ينزف من الداخل.أما من يعيش في سلام مع نفسه فهو يعيش دائما في سلام مع الآخرين. إنه لا يستطيع أن يكره،و لا يخطر بذهنه أن يرفع سلاحا في وجه أحد
وإنما تولد الكراهية الآخرين حينما تولد الكراهية لنفسنا،خصومتنا لأنفسنا هي القنبلة التي تنفجر حولنا في كل مكان.منذ اللحظة التي نختصم فيها مع نفوسنا لا نعود نرى حولنا إلا القبح ونحن في الحقيقة نحاول أن نتأثرلأنفسنا من أنفسنا
وإنما تبدأ الهدنة بين كل منا والحياة حينما يرتضي نفسه ويقبلها،ويقبل قدره ومصيره،ويبني بذلك الجسور السليمة التي يعبر عليها إلى جمال الحياة حوله ويراه.وطيبة الناس حوله ويحس بها،إنه يشعر أن الزهر يبتسم.لأنه يرى ابتسامته الداخلية منعكسة عليه ويقول إن الدنيا حلوة،والحقيقة أن نفسه حلوة .لإنه لا يرى الدنيا،وإنما يرى صورة نفسه كما تعكسها له الدنيا
أما الإنسان الحقود فهو إنسان معتقل من الداخل،سجين نفسه،لايستطيع أن يمد يديه إلى أحد،لأن يديه مغلولتان وقلبه يطفح بالغل،كيف يشعر بالحب ويدرك جمال الكون وهوذ ّاته معتقل من الداخل!يفتقر إلى الوحدة الداخلية والإنسجام
إن المحبة تبدأ بتلك الحالة من السكينة الداخلية التي يبغلها الإنسان وكأن فتح عينيه على ثراء داخلي لا حد له،ذلك اليقين العميق الذي يأتي من مكان ما في النفس ليغمر روح الإنسان بذلك الإيمان الثابت،ويتعرف الإنسان على ذاته باعتبارها نفخة من روح الله ويبتهج بعبوديته لله
وبذلك تأتي الهدنة التي تنعقد بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وربه هي النبع الذي تتدفق منه المحبة لتحتضن الآخرين وتعانق الحياة فبدون هذه المحبة لا يكون حب الآخرين ممكنا
كيف نستطيع أن نصادق الآخرين ونحن عاجزين عن مصادقة أنفسنا،نحن نظن أننا نحب أنفسنا لكننا أعداء نفوسنا. وهذه الحقيقة المؤلمة.وما أصعب أن نكون أصدقاء لنفوسنا
الأنبياء وحدهم هم الذين استطاعو أن يكونوا على وفاق ومحبة مع خالقهم،فاستطاعوا أن يعطونا ويعطوا الدنيا الكثير
والنقاء مع النفس شاق.وتمام الوفاق مع النفس أشق وأصعب وذلك الإنسجام الداخلي ذروة قل من يبلغها
ولكن الأمر يستحق المحاولة........اختكم فى الله نور