يُعدُّ حُسن التعامل مع الآخرين أحد أهم مفاتيح قلوب الناس، والذي إنْ امتلكناهُ صار بمقدورنا كسب محبَّتهم وودَّهم ورضائهم، ومن المعروف أنَّ الشخص الذي يجيد التعامل بأسلوب محبَّب يكسبه صداقة الجميع وهو يفرض مكانته واحترامه في أي مجتمع كان ولا يضع نفسه في مواقف تتطلب منه التبرير فيما بعد...
.........
أمَّا حول كيفية الحصول على هذا المفتاح؟ لنتابع معاً المواضيع التالية للتعرّف على بعض المبادئ الفعَّالة في أسلوب التعامل والحوار الناجح مع الآخرين !!
أوَّلاً- يجب أنْ تأخذ بعين الاعتبار أنَّ الأشخاص الذين تتحدَّث إليهم هم كتلة من المشاعر والأحاسيس، فسوف تصادف الشخص السَّعيد أو الحزين المكتئب أو المتفائل، ومن الممكن أنْ تجعلهم بكلمةٍ واحدةٍ منك أنْ يحبوك أو يكرهوك.
الأحاسيس تلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان الشخصية والعامَّة، فمثلاً يُقبل الناس على العمل الفني الخلاق لأنه يحمل لهؤلاء الناس سعادة أو انفعالاً أو مشاعر مختلفة أخرى لأحاسيس ٍ رائعة ولكي تكسب الناس يجب عليك أن تفهم تصرّفاتهم ودوافع سلوكهم، وأن لا تبقى مجرّد متفرّج أو معاين لما يحدث أمامك دون أن تتفاعل أو تتدخل وكأنَّ مشاعر الآخرين لا تعنيك؛ لأنَّ الإنسان الذي يواجه انفعالات الآخرين بجفاف يكون على الأغلب إنساناً فارغاً ومزعجاً لمن حوله ، وكما يقول المثل الروسي " اقتسام الحزن نصف الحزن ، واقتسام السعادة سعادة مضاعفة " .
ثانياً- إنَّ أكثر من 90 % من الناس لا يلقون باللوم على أنفسهم بل على الآخرين وهذه طبيعة إنسانية لذا يجب أن تدرك أنَّك لا تتعامل مع المنطق، وإنَّما مع نفوس تسير وفق الأهواء والغرور، وحب العظمة أحياناً. هنا أقول لك إنَّ الطريقة المُثلى للتعامل هي إعطاء الآخرين ما يحتاجون إليه فعلاً ؛ بمعنى أن تحدّثهم بما يرغبون في سماعه وبما يتفق مع أهوائهم وميولهم، فإنَّ أقرب طريق إلى قلب الإنسان هو أنْ تحدّثه بالأمور التي يلم بها أكثر من غيرها ، وأنْ تجعله يشعر بأهميته بالنسبة لك، وحاول الابتعاد عن أسلوب الوعظ والتوجيه لأنَّ إتباع هذا الأسلوب يعدُّ مكروهاً ومنفراً بالنسبة لكثيرٍ من الناس.
ثالثاً-حاول قدر الإمكان أنْ تكون مستمعاً شغفاً، وأن تنصت أكثر مما تتكلم خاصَّة مع مَن يعاني من صدمة أو من كآبة أو يأس، لأنَّ هذا الشخص قد لا يكون بحاجة إلى نصيحة، وإنَّما بحاجة إلى مستمع ودود يصغي إليه ويتعاطف معه والسبب هو أنه بعد أن يفضي المرء لغيره عمَّا يقلقه يشعر بالراحة والطمأنينة وهذا بالضبط ما يفعله الطبيب النفسي مع مرضاه، حيث يصغي الطبيب إلى قصّة المريض كاملة ويتعاطف معه ليبعث في نفسه الطمأنينة، ويساعده على رفع روحه المعنوية وتخطي العُقد النفسيّة التي يعاني منها.
رابعاً-لا تقل لأحد أنه على خطأ، ولا تعارض أفكار الآخرين بشكل ٍ علني وقاس ٍ فالناسُ بشكل عام لا يحبّون أن يسمعوا ما يذكرهم بعيوبهم أو بنقص ٍ فيهم وإنَّما يحبّون أن يستمعوا بشكل ٍ دائم عبارات الثناء والتقدير على ما يفعلون ولكن إنْ كان الموقف يستلزم أن تشير لأخطاء أحدهم عن أخطائه فابدأ أوّلاً بالثناء على ما فعل، ومن ثمَّ عرّج على الأخطاء بطريقةٍ غير مباشرة ؛ مثلاً أنْ تخبره بأنَّ أخطاءه قد تحرمه من أمورٍ يحبُّها.
ولكي تنقد شخصاً ما عليك إلا أن تقارن أولاً بينك وبينه من حيث العمر والخبرة في الحياة والثقافة والبيئة المحيطة، وأنْ تتخيَّل لو أنك كنتَ في مثل موقفه، ماذا كنتَ ستفعل ؟
خامساً- إذا كنتَ مخطئاً فاعترف بخطئك، ولا تدرأه بحجج واهية قد تنقلب عليك فيما بعد، لأنَّك ببساطة إن اعترفتَ بأخطائك فسيحترمك الآخرون ويقدّرونك وستكون مثالاً جيّداً بالنسبة لهم.
سادساً- كن متواضعاً ولا تتلفظ بعبارات تجعلك تبدو متعالياً، وارفع دائماً من شأن الآخرين وإيَّاك أن تتعامل على أساس أنَّ الشخص الذي أمامك هو أقل منك ذكاءً أو فكراً.
سابعاً- استخدام العبارات التي تنم عن الشكر أو الأسف أو الاعتذار، مثل (آسف على الإزعاج.. شكراً جزيلاً.. لو سمحت.. الخ، فإنَّ أمثال تلك العبارات هي التي تكوّن الصورة الذهنية الايجابية عن شخصيَّتك وتضفي جوّاًَ من الرّاحة في التعامل، وتبعث السرور في نفس الشخص الآخر.
أخيراً إذا اتبعتَ ما سبق، وكنتَ لطيفاً في المعاملة ستجد أنَّ الآخرين سوف يحترمونك وينجذبون إليك ويرتاحون لمجرَّد الحديث معك........اختكم فى الله نور
الثلاثاء يناير 13, 2009 12:19 pm