قصيدة يرثي فيها
الشاعر الليبي 0 عمر احمد الحرابي 0
غزة ويواسي أهلها بماجادت به قريحته من البوح
في رثاء غزة
هذا زمان الذل والإذلال يا أمة خضعت لشبه رجالِ
هذا زمان الذل والإذلال يا أمةً بيعت بشسع نعالِ
هذا زمان الذل فأنتفضي يا أمةً أضحك جهلها الجهالِ
ذهب الزمان بمن إذ عقدوا اللواء ساروا إلى المجد التليد العالي
فيا ليت إذا شدوا للرحيل مطيهم كنت شددت ورائهم ترحالي
لا يقنعون بما تحت النجوم ولا يرضون إلاّ بالمذنب هالي
هم قلة يأتون في القرن مرة ويأتي الذليل عقب كل زوالِ
جاء النعي بموت شعب كامل تحت الركام بآلة الأنذالِ
فقاموا تنادوا لإنعقاد قمة ليأبنوه ودمعهم هذالي
فيا ليتهم بعثوا النساء ليندبوا حتى كفوهم مشقة الترحالِ
لا الدمع يشفي صدر أم فجعت لا ولا يرجع فقيدا غالي
نظروا إليهم أشلاءً ممزقة نظر الذليل الخائف المخبالِ
سقطوا وما سقطت راياتهم وهنً ولا نكست يوم بإذلالِ
سقطوا وهم يشهدون الله خالقهم فهموا الشهيد وهو الحاكم العالي
يستصرخونه عوناً وهو ناصرهم لا يخذل الله شهيدا عليه تكالِ
سحقاً لحكام جاء بهم زمن أغبر أعجف مسودّ الليالي
هم القرود غير أن الله صورهم بشراً فليت الله صورهم بغالِ
تراهم جميعاً كالأفيال طلعتهم ضخام الكروش كأنهن مخالي
يا غزة الشهداء مني تحية عبر الأثير ودمع العين شلالِ
عز النصير إليك وما برحت أشلاء أسدك تزكي النار في بالي
فوالله ما أنطفئت عليك لوعة أبداً ودمع من العينين سيّالِ
فيا رب أستغيثك داعياً وأنت أعلم مني بعجزي وحالي
فيمن بأسهم في العدو هواء وبأسهم فينا ماضياً فتالِ