بسم الله الرحمن الرحيم
حاسب نفسك اولا باول
ترضى عن نفسك
ويرضى عنك الله وان حاسبت نفسك اولا باول ترى عيوبك
.. من الحُمق الشديد أن ترى في الآخرين عيوبهم ولا ترى في نفسك العيوب ، أن ترى أدقَّ العيوب في الآخرين ولا ترى أكبرَ العيوب في نفسك ،
وإذا ظننتَ نفسكَ كاملاً فهذا من أكبر العيوب ، أكبرُ عيبٍ أنتَ فيه أن تُحسنَ الظنَّ في نفسك وأن تسيء الظنَّ في الآخرين ،
والكمال أن تفعلَ العكس أن تُسيء الظنَّ بنفسك وأن تُحسنَ الظنَّ بالآخرين ، الكمال إذا فعلتَ معروفاً مع إنسان أن تنساه ،
والكمال إذا فعلَ معكَ أحدٌ معروفاً ألا تنساه أبداً .. هذا هو الكمال .. هذه محاسبة النفس ، من لوازم السكينة محاسبة النفس صار في حياة في يقظة .
ومن لوازم السكينة : ملاطفة الخلق ، معاملتهم بما يُحبُّ أن يعاملوه به هذا المقياس .. من أروع المقاييس .. والله هذا القول للنبي عليه الصلاة والسلام لو طبّقه الناس واللهِ الذي لا إله إلا هو لأغلقت المحاكم أبوابها ،
عامل الناس كما تُحبُ أن يُعاملوك ،
عامل هذا الموظف كما تُعامل انك ،
عامل زوجة ابنكَ كما تُحب أن يُعاملَ ابنتكَ زوجها ،
هذا مقياس دقيق في كلِّ حركات الناس وفي كلِّ سكناتهم ،
يعني هذا الذي فعله النبي .. جاء رجل إلى النبي وقال يا محمد إئذن لي بالزِنا .. في حضرة أصحاب النبي،
فغضبَ أصحاب النبي وهمّوا أن ينهروه ، منعهم النبي من أن يفعلوا قال تعال يا عبد الله تعال اقترب مني .. آنسهُ .. قال أَتُحبه لأمك فكاد يغلي الدم في رأسه قال : لا ، قال ولا الناسُ يحبونه لأُمهاتهم ، أتُحبه لأختك ،
أتُحبه لابنتك ، أتُحبه لزوجتك ،
قال دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وما شيءٌ أحبَّ إليَّ من الزِنى وخرجتُ من عِنده وما شيء أبغضَ إليَّ من الزِنى طبّق القاعدة ..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُنزلَ على قلوبنا السكينة فهيَّ من ثمرات الإيمان . اسأل واحد مؤمن .. مؤمن حديثاً .. تجد في قلبه سعادة عجيبة ، يكاد يقول لكَ ليسَ في الأرض من هو أسعدُ مني ، ما السر..؟..
السِر لمّا تاب توبة نصوح أنزلَ الله على قلبه السكينة . قد تجد إنساناً فقيراً مرتبته الاجتماعية في الدرجة السفلي ،
قد يكون حاجباً قد يكون إنساناً ضعيفاً فقيراً لا شأنَ له ، مغموراً لا أحد يعرفه ،
بيته صغير ، زوجته من الدرجة الخامسة مثلاً ، دخله قليل ، فإذا تجلّى الله على قلبه بالسكينة كانَ أسعدَ من ملوك الأرض ،
هذا الذي قالَ عنه البسطامي أبو يزيد: واللهِ لو يعلمُ الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف. هذه السكينة .
هذا الذي قاله بعض علماء النفس " إنَّ الله يُعطي الصِحةَ والذكاءَ والمالَ والجمالَ للكثيرينَ من خلقه ولكنه يُعطي السكينة بِقَدرٍ لأصفيائه المؤمنين " .. السكينة .. يعطي القوة والذكاءَ والمالَ والجمال .. قد يكون الإنسان جميلاً لكنه شقيّ ، قد يكون ذكياً لكنه مُنحط ، قد يكون قوياً لكنه لئيم ، قد يكون صحيح الجسم لكنه مريض النفس ، يعطي الصحة والمالَ والذكاءَ والجمال للكثيرينَ من خلقه ، ولكنه يُعطي السكينةَ بِقَدرٍ لأصفيائه المؤمنين . تكادُ تكون السكينةُ هي أكبر ثمرات الإيمان هي السعادة ...... اختكم فى الله نور