بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء
إنما الميـت من يعيـــش كئيبا *** كاسفا باله قليل الرجاء
الحياة الدنيا ما هي إلا سلسلة من الإبتلاءات والإختبارات ..
قد تتسابق النكبات .. وتشتد الأزمات .. وتتعاقب الآهات ..
يذرف الإنسان الدموع .. ويظن بجهله بأنه ليس للفجر طلوع ..
يبلغ اليأس مداه .. ويحسب أنه لا يبتلى سواه ..
يفقد الإحساس بلذة الحياة .. فيرفضها نازعا درع الصبر وممزقا لثوب الأمل ..
يتعرّى من لباس الإيمان .. وينسج من أوهامه وعجزه وأحزانه كفنا معلنا الإستسلام ..
يفر بكفنه إلى (( مقبرة الأحياء )) حيث أنصار اليأس والإحباط .. فلا يرى سوى السواد ..
يبدأ يحفر قبره بيده .. تتعالى الأصوات .. صرخات .. لعنات .. وعبرات .. زاعما انتهاء العذاب بوأد الذات .. متعللا بالمصائب والظروف والكربات ..
فيقضي بقية عمره وأنفاسه - داخل قبره !! - أسيرا لأحزانه بلا أمل ولا عمل ..
إلى المحبطين المتشائمين اليائسين .. سجناء مقبرة الأحياء ..
يا من أثقلت كاهلك النوازل والكربات ..
يا من ترفض العيش والحياة ..
تحصّن بدرع الإيمان ..
وانبذ عنك الأحزان ..
تحرر من الأغلال والأصفاد .. واهجر دواعي السخط والإحباط ..
مهما أظلمت أمامك الدروب .. وتوالت الخطوب والكروب .. ثق بالله المغيث الرؤوف ..
امسح دموع اليأس والشقاء .. وارفع أكفك للسماء .. وتضرع إلى السميع المجيب بالدعاء .. يرفع عنك البلاء .. وينعم عليك بسرّاء بعد ضرّاء ..
الدنيا لا تصفو لأحد كما أن الحزن لا يدوم ..
للبلايا أوقات ثم تنصرم .. فتذكر عاقبة الصبر .. لتحظى بالفوز والظفر ...
مازال في عمرك بقية واعلم - كما قيل - بأن ما بقي لك من نعم الله عليك رأس مال كبير لمسرات لا تنتهي
قالـوا سكـت وقد خوصمت قلت لهم ... إن الجواب لبـاب الشـر مـفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسْدَ تُخْشى وهي صامتة ... والكلب يُخشى لعمري وهو نبّاح